بحيرة الأموات في تنزانيا توجد واحدة من الأماكن النّادرة والعجيبة وهي بحيرة النطرون التي تذهل خيالنا البشري.
صفات البحيرة:
المياه في هذه البحيرة شديدة القلوية حيث انه باستطاعتها أن تقتل وتحفظ الكائنات التي تلامس مياهها لفترات طويلة .ودرجة الحرارة في تلك البحيرة مرتفعة حيث انها قد تصل الى ستين درجة مئوية ، ودرجة الحموضة في هذه البحيرة عالية جداً حيث أنها تتراوح مابين تسع وعشرة ونصف وهو ما يماثل درجة الحموضة لمركب الأمونياك .
كائنات تعيش في بحيرة تنزانيا:
هناك بعض الكائنات التي يمكنها أن تعيش في هذه البحيرة في مناطق شديدة الملوحة مثل الزراقم والطحالب ، وهناك أيضا بعض الأسماك التي تحيا في أطراف هذه البيئة حيث أن المياه في الاطراف تكون أقل ملوحة وخطورة بحيرة النطرون تقع في شمال تنزانيا وهي بمثابة معرض للاعمال الفنية التي صنعت من الاحجار ، حيث أنه عندما زارها احد المصورين البريطانيين لأول مرة اعتقد أنها فعلاً معرض للاعمال الفنية الحجرية .
لكن سرعان ما اكتشف المصور أن هذه التماثيل ما هي إلَّا حيوانات متحجرة في البحيرة لسبب ما
سبب تسميت البحيرة بهذا الاسم :-
وقد سميت البحيرة بهذا الاسم لأنها اكتسبت طبيعتها من احد مركبات الرماد البركاني وهذه المادة يقال أنها نفس الشئ الذي استخدمه القدماء المصريين في تحنيط موتاهم لحفظ جثثهم الى الأبد حيث تظهر أجسادهم كالحجر بفعل هذا المركب .
ولا يوجد من عرف حتى الأن السبب وراء تحجر أي كائن يلمس مياه هذه البحيرة فتودي بحياته وتحتفظ بجسده كتحفة فنية ! ومن المعروف أن بحيرة النطرون في حوض النطرون والذي يتمتع بأن أراضيه شديدة الرطوبة ، و المناطق المحيطة بها فهي جافة والأمطار فيها ليست منتظمة.
كما تتميّز بشكلها الغريب وتكثر بها طيور الفلامنجو وهي تعتبر من الطيور النادرة جداً، ويمكن اعتبار البحيرة قاعدة لتسلق جبل ولديوينيو لنغاي ، وتكثر المخيمات حول البحيرة مما يميزها عن باقي المناطق بكونها مكانا ممتازا لجذب السياح .
ومن البديهي أن تكون الحياة في هذه البحيرة صعبة جداَ بل وشبه مستحيله ، وذلك لأن درجة حرارتها عالية جداً ومياهها قلوية وشديدة الملوحة ولا يحيا فيها سوى نوعان من الأسماك ،
وبعض أنواع طيور النحام النادرة وطيور الفلامنجو والتي تتغذى على الطحالب وتقوى على العيش في هذه الظروف العصيبة ، كما تحيط بالبحيرة مصانع كثيرة والتي مهمتها أن تستخرج كربونات الصوديوم وتولد الطاقة الكهربائية، وهذه المصانع تتسبب في العديد من المخاطر البيئية التي تهدد البحيرة ! .
قام احد المصورين والذي يدعى " نيك برانت" بتصوير كائنات بحرية جمّة والتي تحولت الى تحف من الاحجار ، حيث أن الظروف القلوية للبحيرة وبيئتها تؤدي الى تحويل الكائنات الى احجار وحرق عيونهم وجلودهم حيث أن هذه الكائنات لم تستطع التكيف مع ظروف البيئة فسقطت في البحيرة التي تحتوي على بيكربونات الصوديوم فتحفظ الجثة من التحلل ، كما هي على شكل حيوانات متحجرة.
وأشار بعض المصورين والأشخاص الذين سبق لهم زيارة بحيرة النطرون التنزانية بأن الطيور المهاجرة شاء لها القدر أن تصطدم بسطح البحيرة كثيراً، ولأن مياهها نقية جداً فهذا يجعلها تشبه المرآة في الانعكاسات مما يخدع الطيور ، وتزعم بأنها مازالت تحلق في مكان واسع وفراغ وما ان تلامس هذه المياه حتى تتحجر وتتحول الى تحف فنية ميتة .
ويقال أنه تم اصطدام طائرة هليكوبتر بالبحيرة لنفس السبب وعندما انحسرت مياه البحيرة في وقت الجفاف ظهرت الجثث المتحجرة بوضوح والتي تم حفظها من قبل طبيعة البحيرة الكيميائيةً